محاولة انقلاب عسكري فى غينيا بيساو

شهدت غينيا بيساو، الأربعاء، توترًا غير مسبوق بعد سماع دوي إطلاق نار قرب القصر الرئاسي في العاصمة بيساو، في واقعة أعادت البلاد إلى دائرة الانقلابات التي طبعت تاريخها السياسي، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أعلن فيها المرشحان الرئيسيان فوزهما.
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن أصوات الرصاص أثارت حالة من الذعر، إذ شوهدت سيارات ومواطنون يفرون من محيط القصر، وسط انتشار كثيف لعناصر بلباس عسكري على الطريق الرئيسي المؤدي للمجمع الرئاسي.
أنباء عن اعتقال الرئيس وكبار قادة الجيش
وفي تصريح صادم، أعلن الرئيس عمر سيسوكو إمبالو لمجلة “جون أفريك” أنه اعتُقل داخل مكتبه بالقصر الرئاسي قرابة منتصف النهار، إلى جانب رئيس أركان القوات المسلحة الجنرال بياجي نا نتان، ونائب رئيس الأركان الجنرال مامادو توريه، ووزير الداخلية بوتشي كاندي.
وأكد إمبالو أنه لم يتعرض لأي عنف خلال هذه العملية، واتهم رئيس أركان الجيش بالوقوف وراء “محاولة الانقلاب”.
إطلاق نار ووجود مكثف للعسكريين
وبحسب مصادر عدة، فقد تزامن الاعتقال مع سماع إطلاق نار بالقرب من القصر الرئاسي ومكاتب اللجنة الانتخابية، فيما شهدت المنطقة المحيطة انتشارًا مكثفًا لرجال مسلحين يرتدون الزي العسكري، ما ضاعف من حالة الارتباك والخوف في العاصمة.
انتخابات مشتعلة ومرشحان يعلنان الفوز
وتأتي هذه الأحداث في ظل انتظار النتائج الرسمية الأولية المقرر إعلانها الخميس، وسط توتر متصاعد بعد أن أعلن كل من الرئيس المنتهية ولايته عمارو سيسوكو إمبالو والمرشح المعارض فرناندو دياس فوزهما كلٌ على حدة، في تكرار لسيناريو انتخابات 2019 التي شهدت أزمة امتدت أربعة أشهر.
كما زادت التعقيدات بعد استبعاد حزب المعارضة الرئيسي PAIGC وزعيمه دومينغوس سيموينس بيريرا من السباق، عقب قرار المحكمة العليا بأن طلباتهما قُدمت خارج المهلة القانونية.
بلد مثقل بالانقلابات والأزمات
غينيا بيساو، التي تُعد واحدة من أفقر دول العالم، عانت عبر تاريخها الحديث من أربعة انقلابات وعدة محاولات انقلابية منذ استقلالها، فضلًا عن تحولها إلى محطة رئيسية لتهريب المخدرات بين أميركا اللاتينية وأوروبا، تحت وطأة عدم الاستقرار السياسي المزمن.
وكان رئيس بعثة مراقبة “إيكواس” قد أشاد الثلاثاء بالسير السلمي للاقتراع، قبل أن تتبدد الأجواء الإيجابية مع تصاعد التوترات من جديد.



